الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

الغضب حماقة يا حورية !


المرة دي هنتكلم عن مشكلة المشاكل ونقطة ضعف خط دفاع الزمالك.
قصدي الثغرة اللي بتدمر كثير من العلاقات...مهما كان مستوى الحب.

وهي الغضب.

الغضب حماقة يا حورية.

المشكلة إن معظمنا ما يعرفش عن الغضب غير الشخصية الكارتونية أبو الغضب بتاع مازنجر.
لكن ابنه اللي هو الاستاذ غضب...ما نعرفش عنه حاجة. 
صح؟

بصي يا أستاذة ناريمان...بص يا أستاذ محسن.
أوعو تغلطوا في بعض وقت الغضب...أوعو.
أومال نعمل إيه؟ نعمل كوبايتين شاي مثلا؟

لا لا...الأول خودو القصة الجاية دي.
وبعدين تعالوا بعدها نحكي عن الغضب ونعمل إيه وقتها؟

القصة دي...كانت قصة لطيفة قرأتها زمان...لكن طبعا هنعرضها بالطريقة المخموخية مع كثير من الإضافات اللذيذة وبالهناء والشفاء.

-------------
مرة كان فيه واد بيتنرفز...ويقال إنه كان بيشيل مطواة ويشرح أي حد يقابله.
أبوه الحكيم كان قاعد على القهوة وماسك الشيشة...توقف لثواني عن الرضاعة وقال: يا بني أنت كل ما تتنرفز...تقوم متخانق...كده ما يصحش.
الواد: أعمل إيه بس يا أبا؟ ما الناس بقت خنيقة وحاجة تشل؟
الأب: بص يا بني...أنا هقولك على طريقة علشان تتخلص من الغضب.
الابن الصايع البار: أنت تؤمر يا حاج.
الأب: كل لما تغضب...روح لعمك حودة النجار...خود من عنده شاكوش وكام مسمار...أطلع على سور الجنينة بتاع محمود بيه. 
ورشق المسامير في السور بكل قوتك لحد ما تحس إن الغضب راح.
الابن: أنت عامل فردة على محمود بيه ولا إيه؟ وبتشتغلني وعايزني أبقى طرف في الحدوتة؟
الأب: لا يا بني ما تقولش كده عيب...أبوك رجل يفهم في الأصول. أعمل انت بس كده وتعال لي بعدها.

الواد يا دوبك مشي خطوتين...حصلت مشكلة...كلمة في التانية بقت حكاية...الواد غضب...وكان هيقطع العيال. 
بس أفتكر نصيحة أبوه...راح جاب المسامير والشاكوش...ورشق السور بتاع محمود بيه بالمسامير...لحد ما الخشب بقى تقريبا مصفح.

تعب الواد وعرق وزهق...بس غضبه راح فعلا ... ومن غير ما يأذي حد ... غير محمود بيه اللي عنده فلوس كتير ومش هتفرق معه.
المهم الواد رجع على أبوه...
الأب: شكلك أخدت بنصيحتي؟
الابن: أيوه يابا.
الأب: طب إيه الأخبار؟
الابن: زي الأهرام يا حاج...الاتنين بيطبلوا للحكومة.
الأب: قول يا بن التعبانة...إيه الأخبار...الناس زهقت من الرغي ده كله !
الابن: بصراحة يا حاج...كلامك طلع صح...وبدل ما أشرح حد...النتيجة طلعت ميه ميه...والغضب راح بعيد. 
وحسيت إن كل الناس مسافرة وهي قريبة مني...كل الناس في غربة وأنا مين هيسأل عني !
الأب: جميل يا البرنس...بص بقى يا بني.
لما تغضب تاني.
روح لعم حودة النجار...خود كماشة منه. 
وروح أخلع كل المسامير اللي دقتها في السور الخشب.

الواد وشه أحمر وغضب وكان هيغز أبوه...بس مسك نفسه ونفذ النصيحة. راح جاب كماشة وقعد يخلع كل المسامير لحد ما تعب.
لكن الغضب من النفخ بتاع أبوه...راح بعيد.

الواد رجع لأبوه بينهج...وقال: ها يا حاج القرش اللي ضاربة لسه عالي معك وهتفتكس حوار جديد؟
الأب خبط على كتف ابنه...قام معه لحد السور...وقال بكل حكمة السنين...: 
شايف يا بني المسامير سايبه فتحات إزاي في السور ؟!
هي دي نتيجة الغضب يا بني ...مهما عملت عمر الفتحات دي ما هتروح من نفسويت الإنسان اللي أنت مسحت بكرامته الأرض لما كنت غضبان.
الابن متأثرا: تصدق يا حاج أنت من ساعة ما طلعت على المعاش وأنت شكلك بقيت فاضي...ما تقول كده من الأول وأرحم أمي العيانة ! 
عموما تشكر على النصيحة يا حاج.

-------------------

أظن اللي كتب القصة...لو قرأها بالطريقة دي هينتحر.
لكن معلهش...لازم نتماشى مع العصر.
ما تغنوا معايا أيوه أيوه...ما تقولوا ورايا...أيوه أيوه
عبده موتة ... أيوه أيوه... 

إحم إحم..نرجع تاني لموضوعنا.
من الحاجات اللي بننساها وقت الغضب إننا بنحب بعض...بنبقى عايزين نأذي بعض لأقصى درجة.
ويا سلام بقى لو الهبل وصل لمرحلة مد الإيد...تبقى الخيبة الكبيرة يا عمي والعالم كتيرة.

والأسوأ إن الغضب يشتغل في وجود حد غريب.
وخلو المعلومة دي حلقة في ودانكم: أي حد براكم أنتم الاتنين...يبقى غريب !

لازم نعرف إن الغضب زي المسامير ... هيخرم الجدران الرقيقة اللي جمعاكم سوا.
مش هينفع فيها لا معجون ولا سيبداج.

أمنعوا الغضب قبل ما توصلوا له. 
يا ريت زي ما قولنا قبل كده.
ما تنسوش الجلسة الأسبوعية...الساعة بتاعت الرغي مع بعض...اللي بتفلتر حاجات كتير.

طب لو حصل...وغضبنا !
أذكروا الله.
قول بسم الله يا محسن.
استعيذي بالله من الشيطان الرجيم يا ناريمان.

خود نفس عميق وفكر في حاجة تانية. 
لو قاعد أوقف...ولو واقف أقعد...غير مكانك وغير حالتك.
يقدر الواحد يتوضى أو ياخود دوش.
يقدر يصلي ركعتين.

يروح يقعد في غرفة لوحده شويتين.
بس يا ريت نقدر رغبة بعض في عدم الكلام في اللحظة دي.
بلاش تطلعوا ضغط الحياة على بعض.

افتكروا إن الكلام اللي هيتقال وقت الغضب...مش بيعبر عن اللي جواكم...لكن نسيانه ما بيبقاش سهل.

أفتكروا حديث الرسول عليه الصلاة والسلام:
ليس الشديد بالصُّرَعة ـ بضم الصاد، وفتح الراء ـ إنما الشديد الذي يَملك نفسه عند الغضب.

يعني عضلات كرشك مش هي محل قوتك يا سيد محسن.
ولا الإطباق وباقي عدة المطبخ هي مكمن قوتك يا أخت ناريمان.

كلمة السر في حل مشكلة الغضب.
إنكم ما توصلش لمرحلة الغضب أصلا.
ولو حصل...كل واحد يتحكم في نفسه ويخليه قوي.
وأبعدوا عن بعض شوية.

فوتوا اللحظة دي.
علشان خاطر لوكو وشاهيناز...ما يخافوش ويكرهوا فكرة الزواج !

-------
المقال ده مفروض يبقى برعاية السبكي ! :D



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق